الكتابات



الطفل الذي صاح 'ذئب'!

نُشر أولاً باسم "حان الوقت"


الطفل الذي صاح 'ذئب'!
25 نوفمبر 2011

بسم الله الرحمن الرحيم


لم يعد هناك وقت للمداراة والتلميح. فشعب مصر، ككل الشعوب العربية، قدر الله تعالى له أن يستيقظ من سبات عميق على معركة ضروس. لقد نمنا فترة طويلة تبدأ منذ عصر ثورة البكباشي جمال عبد الناصر وتمتد حتى الثورة الإصلاحية لقائد القوات الجوية مبارك، غير منتبهين للخطة التي ننفذها بأدق تفاصيلها. والآن هذه الخطة في مراحلها الأخيرة، تتحرك بسرعة تجعل من شبه المستحيل إيقافها الآن. لهذا فقد حان الوقت لكل من يعرف شيئاً أن يتكلم.

بدأت في عام 2009 بالحديث والكتابة عن الإيلوميناتي والماسونية، وأخذت وقتاً طويلاً لإعطاء الناس الإشارات والدلالات على ما يحدث حولنا، لعلنا ننتبه. فلما وجدت أن "كل لبيب بالإشارة يفهم" لم تعد تجدي في يومنا هذا، قررت التصريح، لعل هذا ينفع. والآن، وأنا أرى العالم الإسلامي ينهار، أظن الوقت قد جاء لوضع عنجهيتي وقوميتي جانباً، وسرد ما أراه، داعياً الله تعالى أن يفعل قارئ هذه السطور المثل. فقد لا يكون الوقت قد فات.

فقط ليكون الأمر واضحاً، كنت مع خلع العميل الصهيوني حسني مبارك منذ اليوم الأول، ويمكن التأكد من هذا بسهولة بمشاهدة مقاطع الفيديو التي وضعتها على موقعي (www.alshoura.org) وعلى قناتي على اليوتيوب (youtube.com/alshouratv)، ولاحظ التواريخ التي رفعت بها المقاطع، قبل خلع مبارك، وتحفيزي للناس بعدم ترك الميدان، وما زلت على هذا إلى اليوم. كما أني ضد جهاز الشرطة على طول الخط كما يتضح من مقاطعي وكتاباتي أيضاً.

  • كنا نذهب لندوات ومؤتمرات تابعة لمنظمات حقوق الإنسان. (مصطفى النجار من حركة كلنا خالد سعيد - برنامج مصر النهارده)

  • أولاً تدرّبنا في صربيا على ماهية اللا عنف، وكيف يمكننا تحريك الجماهير بفعالية لعمل عنيف، وكيف يمكننا التحكم في الناس وكيف نقدر أن ننظم مسيرات وفعاليات جيدة. (محمد عادل المتحدث الرسمي باسم حركة "6 إبريل" – قناة الجزيرة)

  • المذيع: هل حدث يا أستاذ محمد أن سافر أي منكم للتدرب فعلاً؟

    o الإجابة: لا. من باب العلم أنا سافرت لصربيا... لكننا لم نسافر للتدريب ولا مثل هذا الكلام الغريب. (محمد عادل المتحدث الرسمي باسم حركة "6 إبريل" – برنامج في الميدان بقناة التحرير)

  • لقد تعلمنا من تجارب التغيير اللا عنيف مثل تجارب صربيا وأمريكا اللاتينية... أمامي الآن نظام قمعي، لا يمكنني أن أجعل الصراع بيني وبينه صراع مباشر فأنا لن أقدر على الأمن المركزي أو الرصاص المطاطي. فأنا ألاعبه بشكل مختلف. (مصطفى النجار من حركة كلنا خالد سعيد - برنامج مصر النهارده)

  • المذيعة: وهل ذهبتم للتدريب عندهم؟

    o الإجابة: لم يكن تدريباً، بل كان "تبادل للمعلومات".

    o المذيعة: الجزيرة الإنجليزية قامت بعمل فيلم قالت فيه أنكم ذهبتم للتدرب عندهم.

    o الإجابة: كان هناك 14 شابا سافروا، لكني لم أستطع السفر معهم. (أسماء محفوظ من حركة "6 إبريل" – برنامج ناس بوك)

  • المذيع: مؤسسة فريدم هاوس (بيت الحرية) هي من كانت تشرف على تبادل الخبرات هذا، وصحح لي إن كنت مخطئاً، وكانت هي الراعي الأساسي لأودبور(المنظمة الصربية التي تلقى فيها أعضاء حركة 6 إبريل تدريباتهم كما يقولون هم). ألم يدفعكم هذا للشك في أن هذا قد يلطخ سمعتكم؟
    o هناك بعض المعلومات التي لا أظنها تهم الناس، لكن أودبور كانت تحصل على الأموال من فريدم هاوس ومن منظمات أخرى في أوروبا. (محمد عادل المتحدث الرسمي باسم حركة "6 إبريل" – قناة 25)

  • الغريب في الأمر أنهم كانوا يسألوننا عن أبرز الشخصيات عندنا في الوطن العربي، والذين يمكن أن يتصلوا بهم والتي يمكن أن تساعد في إحداث التغيير... كانوا يقنعوننا أن هذا تغيير لا انقلاب. ويأتون لنا بأفلام وثائقية عن إقالة أنظمة حكم في دول أخرى. ما معنى هذا في رأيك؟ (الصحفية نجاة عبد الرحمن، التي ظهرت باسم "شيماء" من حركة "6 إبريل" – برنامج 48 ساعة بقناة المحور)

  • المذيعة: لابد أن أسألك، هل تم تدريبكم على قلب نظام الحكم؟
    o الإجابة: نعم بالطبع! هذا حقيقي... هناك علم جديد –هو ليس جديداً في الواقع، لكنه جديد على مصر- يسمى "حرب اللا عنف". (أسماء محفوظ من حركة "6 إبريل" – برنامج ناس بوك)

  • فهمت ما تورطت فيه عندما وجدت ما تدربنا عليه من تخريب للمنشآت ورفع سقف المطالب بلا نهاية، يحدث من حولي. وقد تم استخدام هذه التدريبات في حرق الحزب الوطني والمحال بعض الأماكن الأخرى. هذا هو ما تدربنا عليه بالخارج. لكن من قام بهذه الأشياء لم يكن منا. بل كانوا أجانب. (الصحفية نجاة عبد الرحمن، التي ظهرت باسم "شيماء" من حركة "6 إبريل" – برنامج 48 ساعة بقناة المحور)

  • نجاة عبد الرحمن كانت معنا فعلاً... الأمر لم يكن تدريبات. بل كان تبادل خبرات. (محمد عادل المتحدث الرسمي باسم حركة "6 إبريل" – قناة 25)
  • فكرة التغيير هذه تعلمناها في أعوام 2005 و 2006. كنا نتعلمها ولها كورسات. نتعلم معنى تحييد الشرطة وأجهزة أخرى في الدولة. (مصطفى النجار من حركة كلنا خالد سعيد - برنامج مصر النهارده)

  • نحن لم نكن متكتلين في مكان واحد. لقد كنا موزعين في أنحاء البلد. وقد انقطعت الاتصالات بيننا... لا أقول انهارت، بل أبيدت. وأصبح كل منا سيد قراره... أقسم بالله العظيم أننا لم نتلقّ أوامر بالانسحاب. وكذلك لم نتلقّ أوامر بالبقاء... لقد تعاملنا مع أناس يحاولون الدخول إلى مجلسي الشعب والشورى بجرادل من البنزين. (ملازم أول أمن مركزي - برنامج العاشرة مساء)

  • بدأوا يدربوننا على كيفية إقالة النظام في بلدنا، وكان معنا شباب من مختلف الدول. كان معنا شباب من حركة حماس، وشباب من تونس وقطر ودول أخرى، وكان هناك مدرِّبون من قطر. كنا مجموعة نشطاء من الوطن العربي. علمونا كيف ننزل إلى الشارع ونقنع الناس بالخروج في التظاهرات، وكيفية إقناع الشعب عن طريق الضغط على جرح كل شخص ومسُّ مشكلته ثم اللعب على هذا الوتر. (الصحفية نجاة عبد الرحمن، التي ظهرت باسم "شيماء" من حركة "6 إبريل" – برنامج 48 ساعة بقناة المحور)

  • البرنامج هو أن تبدأ بالخروج في مظاهرات من كل مكان وباللعب على المشاكل الشخصية لكل فئة من الناس، يبدأ الناس بالخروج معك... الأمر الثاني هو وضع الشرطة في مأزق... أحاول توصيلهم إلى أن يتهوروا فيرتكبون جريمة ضد حقوق الإنسان. فيصبح لهذا صدىً دولي، ويمكنني عندها الاتصال بمنظمات خارجية ووكالات أنباء خارجية. (الصحفية نجاة عبد الرحمن، التي ظهرت باسم "شيماء" من حركة "6 إبريل" – برنامج 48 ساعة بقناة المحور)



***


هذا ما كنت أقصده عندما تحدثت مراراً عن حب هؤلاء الناس لإعطائنا كافة المعلومات. فبعضهم يقول لنا الحقيقة كاملة لظنهم بأننا أغبى من أن نقرأ بين السطور، والبعض الآخر غبي تماماً فلا يعي أن ما يقوله سيكشفه. بل وحتى قد لا يعي أنه يفعل شيئاً خطأً!

والآن، مباشرة وبدون إشارات، تحليلي الشخصي لما يحدث –وبالمناسبة هذا عملي الذي أقتات منه، وأنا فيه بارع بفضل الله تعالى، وإن كان الأمر واضحاً لكل ذا عقل:

  • بداية الثورات العربية كلها من تخطيط الأمريكيين/الصهاينة/الماسون/إسرائيل/الإيلوميناتي (أياً كانت التسمية التي تفضلها، فكلها أوجه لنفس العملة). تم لهم هذا باستغلال الحالة المزرية لكل البلدان العربية، تلك الحالة التي تسببوا هم فيها، وساعدناهم نحن فيها بالرضى بالظلم والصمت.

  • تم استقطاب وتدريب بعض صغار السن –والعقل- المتحمسين على بعض نواحي "علم" التحكم في العقل –وهو علم يدرَّس وفيه تجارب لا تحصى لكل أجهزة المخابرات في العالم- ليتمكنوا بدورهم من التحكم في مئات الآلاف من البشر وتوجيههم لتنفيذ الخطة التي لم تكشف بعد إلا عن قشورها إلى وقت كتابه هذه السطور. هذا أيضاً "علم" استخباراتي ويتم عن طريق تحويل كميات هائلة من البشر إلى حالة يطلق عليها "الغوغائية" Mob mentality، ومن هنا لا يمكن السيطرة عليهم، ويتحولون إلى آلات دمار فتاك، وإن كان كل منهم على حدة لا يمثل أي خطر على أي شخص.

  • الخطير في الأمر أن القليلون جداً من مئات الشباب الذين تم استقطابهم وتدريبهم هم من فهم حقيقة ما حدث معهم –وإن كان متأخراً- فاعتزلوا الأمر بعد خلع مبارك. أما الأكثرية فلا يفهمون هذا بعد، وماضون فيما هم فيه. وإن كنت واثقاً أن البعض فهم ولم يهتم، بل قرر الاستمرار في ما هو فيه للحصول على أكبر قدر ممكن من الكسب الشخصي له.

  • تم استغلال حالات ظلم (مثل حالة البوعزيزي في تونس وخالد سعيد في مصر) لشحذ مشاعر الشعوب وإطلاق شرارة الثورات. وهذه الحالات رغم أني أعتقد أنها حقيقية فعلاً –والله تعالى أعلى وأعلم- إلا أنها لا تمثل قمة الظلم في البلاد. فقد وقع أفظع منها عشرات المرات ولعشرات الآلاف من الناس دون أن يتحرك أحد. لكنها استخدمت لتكييف الحالة العقلية للمتظاهرين عندما حان الوقت للتحرك.

  • تم تحريك عملاء في كل الأجهزة –وخاصة أجهزة الشرطة وأمن الدولة بمرادفاته في كافة البلدان- لزيادة الهرج والفوضى والقتل. وحصر أمثلة هذا غير ممكنة، لكن كمثال واحد، تعمد ترك صغار الضباط بغير أوامر أثناء الهجوم عليهم، ووقف نظام الاتصال الشرطي وقت الأحداث. وهذا في حد ذاته كفيل بانهيار جهاز أساسه إلغاء الفكر واتباع أوامر من فوقك.

  • خلع أنظمة الحكم هو الخطوة الأولى التي تهدف إلى إضفاء صفة الشرعية على هذه الحركات، بالإضافة إلى وصم كل من يعارض ما يلي من أجزاء الخطة بالخيانة وتهميشه وفض الناس من حوله.

  • هذه الأنظمة –رغم أن الكثيرين منهم أصلاً عملاء- إلا أنهم أصبحوا كروتاً محترقة لا تصلح للمراحل التالية من الخطة، والتي تهدف إلى إقامة ما يسمى بـ "النظام العالمي الجديد" –وما هو بجديد- لهذا يجب التخلص منهم واستبدالهم بعملاء ذوي واجهات مختلفة، تدعوا لأفكار مختلفة، تكون أكثر مواءمة للمرحلة التالية.

  • خلق شعب داخل الشعب، ووضعه في حالة اشتعال مستمرة، ودفعه للظن بأن له الحق أن يتكلم عن الدولة كلها. شريطة أن يكون هذا الشعب الجديد يُساس ممن أشعلوا شرارة الثورات –أي صغير السن قليل الخبرة وسهل القياد. وقد يتغير على هؤلاء أقوام تجيء وتمضي، لكن المهم أن يبقى هؤلاء في تأجيج الفوضى.

  • استغلال نقاط ضعف المجلس العسكري (في حالة مصر)، وقلة خبرته السياسية، مع التزامه بعدم الشفافية وعدم القدرة على الاعتراف بالعجز عن تحديد اليد الخارجية التي تفعل هذا بالوطن –حيث أنه بحكم طبيعته مؤسسة مبنية على تكتم الأخبار واعتبارها أسراراً عسكرية، ويعتبر ضعفه أو عجزه هواناً للدولة كاملة. يتم استغلال هذا في تأجيج المزيد من الفوضى والحنق على القيادة العسكرية، وبالتالي المزيد من الفوضى.

  • لتأجيج حالة الفوضى أكثر يتم تأليب الشعب على السلطة المؤقتة –سواء في ذلك المجلس العسكري (في حالة مصر) والحكومات المختلفة. فانظر مثلاً عصام شرف الذي رفعه "شعب التحرير" على الأعناق وهتفوا بحياته يوم توليه، ثم اعتصموا –نفس "شعب التحرير"- أسبوعاً وقتل منهم ما يقارب الأربعين شخصاً للمطالبة بإقالته بعد شهور قليلة. وهو ما سيتكرر بحذافيره مع حكومة الجنزوري، أو في حال نقل السلطة إلى غير المجلس العسكري.

  • في الأحداث الأخيرة –حتى وقت كتابة هذه السطور- في شارع محمد محمود- أُطلقت غازات جرثومية وقنابل غازات أعصاب لزيادة عدد القتلى والفوضى، واستؤجر أطفال الشوارع (أطفال من سن السابعة وإلى الخامسة عشرة) لإثارة المشاعر بالموت أثناء تقدمهم نحو وزارة الداخلية لنفس الأسباب.

  • استغلال العملاء من جهاز الشرطة وأمن الدولة السابق وعملاء من المدنيين في تأجيج الصراع بين الطوائف المختلفة للشعب، ودفع البلاد لأقصى حالة ممكنة من الفوضى، ليرضى الناس بمن سيتم تنصيبه عليهم دكتاتوراً جديداً تحت غطاء ديمقراطي خادع، ولتصل الدول إلى حالة من الانهيار الاقتصادي تدفعها للموافقة على شروط مجحفة مقابل الحصول على قروض، وإلا مات الشعب جوعاً.

  • الشرطة والتليفزيون المصري في مشكلة كبيرة تذكرني بقصة الراعي الصغير الذي أخذ يصيح "ذئب!" فلما يأتيه الناس يضحك عليهم. فلما أتاه الذئب حقاً لم يصدقه أحد. فالآن عندما تخبرنا الشرطة أو التليفزيون أن هناك "طرف ثالث" أو أيدٍ خارجية" تتلاعب بالبلاد، لا يصدقهم أحد. لكن أنا أصدقهم –وإن كنت لا أعفيهم من مسئوليتهم. أصدقهم لأني أعرف أن الطرف الثالث هم الصهاينة الماسون. ولا أعفيهم لأنهم بقوا عملاء لهم لعقود، وهم من ساهم في إدخالهم إلى البلاد على مر العقود، حتى سرى سمّهم واستشرى، فلم يعد أحد غير الله تعالى قادراً على السيطرة عليهم.



وختاماً، أدعو الله تعالى ألا تلقي بهذا الكلام وراء ظهرك. لن أقول "افعل ولا تفعل". بل أقول: أياً كان قرارك ورأيك، فكر فيما قرأت، وابحث بنفسك أكثر، ثم ضع مصلحة المسلمين والمصريين قبل مصلحتك الشخصية. ستُسأل أمام ربك يوم القيامة، ومجرد سيرك على غير هدى وبغير تفكير وراء غيرك في هذه اللحظة هو خيانة عظمى. خيانة لأمانة الله، ثم خيانة لبلدك ونفسك.

في رأيي وقف الفوضى وإقامة الانتخابات في موعدها وبنزاهة تامة أمر يتوقف عليه مستقبل مصر. ويمكن في حال فشل هذا أن يموت الملايين بغير مبالغة. وهذا ما دفعني لكتابة هذه السطور في هذا الوقت.



إن أصبت فتوفيق من الله وفضل، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشَّيطان. سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.