الكتابات



أساطير اليوم



أساطير اليوم

أعمل على كتاب جديد في العلم والتاريخ، أضع منه بعض المقاطع هنا إن شاء الله. بدأت في كتابة هذا الكتاب في أكتوبر من عام 2010ش. هذا الكتاب في مرحلة أوَّلية للغاية، أي أنه بحاجة للمراجعة على كافة الاتجاهات ("علمياً" وتاريخياً، بل وحتى لغوياً)، كما أنني لن أضع أكثر من نقاط تنويه عن محتوى الكتاب هنا إن شاء الله تعالى.

مقدمة الكتاب

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. أما بعد؛

ما أغرب تداعيات فكر الإنسان، هذا المخلوق الذي هو بدوره أعجب الآلات في العالم وعلى مدار التاريخ. وما أعجب الدوائر التي يبدأ منها الفكر، فقط لينتهي حيث بدأ، وإن كانت الدائرة تتسع في كل مرة لتشمل أموراً لم يكن يمكن للعقل استيعابها دون الوصول إلى أمور أكثر بداهة وصل إليها في المرة السابقة. ولهذا نرى أن إعادة التفكير في أمر ما تصل بنا غالباً إلى نتائج أفضل كثيراً مما وصلنا إليه في المرة الأولى.

منذ أكثر من عشر سنوات، وفقني الله تعالى للقيام ببحث حول فتنة المسيح الدجال، كانت نتيجته قصة "أُمُّ الفِتَن – فتنة المسيح الدَّجَّال" التي لم أنشرها إلا منذ نحو عامين، أي بعد نحو خمسة أعوام من إتماها. كان هذا نتيجة صدمة استمرت لوقت طويل عند ربط الأحاديث الصحيحة عن الدجال بواقعنا الحالي. ثم وُلِدت سلسلة "أم الفتن – الدجال والفراعنة يحكمون العالم" المرئية على موقع الشورة من رحم البحث الأول والقصة، وبعد المزيد من البحث المضني وعدم التصديق للحقائق التي تحدق في عيني أينما نظرت. كان هذا دافعاً للمزيد من البحث في شتى المجالات، والذي نتج عنه المزيد من الاكتشافات المروعة والتي تدفع بالمرء إلى حافة الجنون –وإن كنت قد اتهمت العديد من المرات أنني تجاوزت حافة الجنون منذ وقت بعيد لما لهذه الحقائق من وقع غير مسبوق على من يسمعها. وكان من نتاج هذا البحث هذه السطور التي تقرأها الآن.

والحق أني أشعر كمُقاتل في كتيبة لا يعرف بعضها وجوه البعض الآخر، بغير قيادة ولا تنظيم، وإن كانت تسعى كلها لكشف ظلمة وزيف عشرات الآلاف من السنين بشعاع ضعيف من شمعة في وسط الرياح. والوقت قصير للغاية. فأجدني أنتقل بين موضوعات تبدو في ظاهرها لا رابط بينها رغم أنها شيء واحد لا يتجزأ. بل لقد كان تفكيك هذا الشيء الواحد من أعظم خدع النخبة التي يهمها أن يبقى كل هذا في الظلمات.

يلسعني الخوف حيناً لأنني أرى أن الوقت لم يعد كافياً. بل قد لا يكفي لأنشر هذه الكلمات وتقرأها أنت. فلا يهدئ من روعي إلا معرفتي أن إرادة الله تعالى هي ما سيكون على كل حال. فإن كنت أكتب هذه السطور كمن يغرس فسيلة بيده وهو يسمع صوت بوق إسرافيل، فإني آمل أن أًثاب بعد موتي على محاولتي الواهنة لنشر هذا العلم بين الناس. أما نجاحي في هذا من عدمه فبيد الله تعالى وحده، لا سواه.

أثناء كتابة هذا الكتاب حدثت العديد من الأمور الخطيرة والمثيرة، التي إن كانت قد أخرتني عن إتمامه، إلا أنها أكدت لي الكثير مما كنت أعرفه. من هذه الأشياء ما سماه الإعلام بـ "ربيع الثورات العربية" التي هي في واقعها مرحلة انتقال في الخطة الماسونية، واكتشاف (بالصدفة) لجسيمات "" والتي تكسر الحاجز الوهمي لسرعة الضوء، مما يطيح بقوانين العلم الراسخة في الأذهان، والتي صنعتها الجماعات السرية عن طريق عملاء مثل آينشتاين. إضغط هنا للذهاب لموقع جريدة التلجراف ومشاهدة "العلماء" وهم يتحدثون عن الجسيم.



هذا العمل ليس المقصود به أن يكون مرجعاً شاملاً، ولا أن يعد مصدراً أساسياً لأي بحث دقيق، رغم أن كل ما به وقت الكتابة هو من أحدث النظريات "العلمية" والتاريخية السائدة في العالم، وما به من معلومات ووقائع أدق من الكثير من الكتب "العلمية" والتاريخة الموجودة لدينا، والتي تُدرَّس في المدارس والجامعات. لكني مع هذا أقول أنه ليس مصدراً ببساطة لأن ما يدرّس في كبرى الجامعات والمدارس لا يمكن لأي عاقل أن يعده مصدراً أو حتى منبعاً لمزيد من الدراسة.

عندما بدأت هذا البحث كان كل ما لدي هو فكرة تشع في عقلي وسط الآلاف من الأفكار الأخرى التي تحيط بها وتريد أن تكتمها كما يحاول الظلام الإطباق على شعلة الشمعة الخافتة. لكن كلما مر الوقت ألحت الشعلة الخافتة على تبديد الظلام المحيط بها. لكني لم أظنني سأجد أي دليل يؤيد هذه الفكرة ولو بعد مائة سنة. بل إنني كنت واثقاً أن دلائل النفي ستظهر الواحدة تلو الأخرى لتمزق هذه الفكرة إرباً مهما بدت لي عقلانية. لكن الحقيقة هي أنني في نهاية البحث وجدت أنني –رغم توصلي لهذه الفكرة بالعقلانية وحدها- يمكنني وضع كتاب كامل في الدلائل دون أن أضيف شيئاً. لقد وجدت أدلة بالمئات دون البحث المضني. كان كل ما علي هو أن أعرف أين أبحث. ووفقني الله تعالى بفضله إلى الأماكن التي أجد فيها الحقيقة.

المقصود الحقيقي لهذا العمل هو نزع غشاوة التعمية –المقصودة في بعض الأحيان والناتجة عن تخبّط كبير في أحيان أخرى- التي لُفَّت حول أعيننا بشدة وكثافة كبيرتين، حتى صار من الصعب للغاية –وإن لم يكن مستحيلاً بعد- أن نرى الحقائق. فقد استمرت هذه الغشاوة على أعيننا فترة طويلة للغاية، حتى نسينا أن لدينا أعين يمكننا استخدامها لنبصر بأنفسنا، بدلاً من الاعتماد على وصف لما يدور حولنا مِمَّن يدَّعون أنهم هم المبصرون.

ورغم أنني مسلم بفضل الله تعالى ومنَّته، فقد تعمدت أن تكون أكثر مصادر هذا الكتاب مصادر غربية، أو على الأقل غير إسلامية. فنحن نحيا في زمن غزاه الغربيون فكرياً بنجاح منقطع النظير. فأفضل طريقة لأن تسجن شخصاً هي ألا يعرف أنه مسجون. ونحن اليوم صرنا مساجين الأفكار وإن كان أكثرنا لا يشعر بهذا لسقوطه في فخ "حرية الجسد". ومن هذه المصادر سنرى إن شاء الله الموضوع كاملاً رغم محاولات الزيف والتلبيس، وسيكون الموضوع أقرب للذهن "المتحرر" لشعوبنا "الحرة المتحررة"! ولهذا رتبت مصادري بحيث تكون الأولوية للمصادر الأمريكية والإنجليزية العلمانية أولاً، ثم الدينية ثانياً، فاللغات الأخرى ثالثاً، فالعربية غير الإسلامية رابعاً، وأخيراً لا آخراً، المصادر الإسلامية. أظنني بهذا أوائم عقل أكثر من يعيشون في عالمنا اليوم، وبهذا فقد يسهُل فهم الموضوع.





الجزء التالي